أخبار عاجلة

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

ثرثرة حول الدستور



 بقلم.. أحمد حنتيش

لاشك ان جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية هى قضية الساعة التى انهمك فى التفكير فيها جميع المواطنين على مدار الايام الماضية، فلن أجتمع مع شخصين فى أى مكان والا كان الحديث عن مرشحى الرئاسة هو الموضوع الاول المطروح للنقاش وغالباً الاخير، فالبعض له وجهات نظر مقنعة ويبنى حديثه على معطيات واقعية ويستنتج منها نتائج ربما ترسم سيناريوا للمستقبل، والبعض الاخر يبدأ بنظرية المؤامرة والتشكيك والتخوين والتهويل ويبنى حديثة على السمع والقيل والقال وفى النهاية يستنتج نتائج اقرب الى "الخزعبلات".
وربما من تلك الاحاديث الغريبة التى طرحت هى دعوة بعض السياسيين للدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الاخوان المسلمين للتنازل لصالح المرشح حمدين صباحى، وبرغم عدم المامى بالجانب القانونى للموضوع الا ان هذا الموضوع من وجهة نظرى "سفه سياسى"، فكيف لمرشح حاصل على أغلبية الاصوات ممن وثقوا فيه أن يتنازل عن أصواتهم لصالح شخص اخر، وكيف يتنازل عن دور وطنى يعتقد انه سيستطيع وجماعته رسمه فى المستقبل فهو من حقه ان يصبح رئيسا وهو (حق مشروع).
وعلى الجانب الاخر كنت أتعجب من مؤيدى حرق مقرات الفريق شفيق وإستخدام العنف ضد حملته، وهو من جاء بأصوات فصيل من الشعب المصرى لايجب بأى شكل من الأشكال التحقير منهم أو المصادرة على أراهم لانهم فى النهايه عبروا عن رأيهم بطريقة ايجابية حتى وان كان هذا الرأى سلبى.
لذلك علينا ان نبتعد عن الثرثرة وأن نفكر بتروى وهدوء وحكمة كيف نحمى هذا الوطن من الوقوع فريسة فى أيدى شخص او جماعة او نظام يفعل به ما يشاء، وعند التفكير فى هذا الأمر فسنجد أن الضمانه الوحيده المقبولة والمكتوبة والتى ستحافظ على مدنية الدولة وتحمى حقوق الشعب وتنظم علاقة النظام الحاكم به هو الدستور، فلابد ان يكون الدستور هو قضيتنا ومعركتنا القادمة.
لذلك أقترح أن يتنازل مجلس الشعب عن (الحق الغير مشروع) فى كتابة الدستور وأن يولى قضية اللجنة التأسيسية للدستور الى كلاً من الدكتور محمد البرادعى، والسيد حمدين صباحى، والدكتور ابو الفتوح، والسيد عمرو موسى، واختيارى هذا ليس بناءا على هوى شخصى وانما مبنى على أسس ربما تكون صحيحه وربما تكون خاطئة، فالدكتور البرادعى هو أحد القامات الوطنية والفكرية يؤمن بالتغيير ومدنية الدولة، والثلاث شخصيات الاخرى هم من حصدوا أعلى أصوات من الشعب ويمثلوا قطاع كبير منهم، وهم تختلف افكارهم واتجاهاتهم فمنهم من يمثل تيار العدالة الاجتماعية ومنهم من يمثل تيار الاسلام المعتدل ومنهم من يمثل تيار مدنية الدولة، وبتلك المعادلة البسيطة سنضمن ان دستور مصر عندما يعرض للاستفتاء سيأتى أو سيرفض بأغلبية من وثقوا فى هؤلاء .

المقال نشر فى:
بوابة النيل الاخبارية 
شايفنكم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق