أخبار عاجلة

الأربعاء، 10 أبريل 2013

(1-2) أحمد حنتيش يكتب: الإخوان والتمكين.. تخطيط أم تخبط

يضحك المجتمع ويسخر من قرارت الرئيس مرسي غير المفهومة، والتي تتعمد إثارة الرأي العام وإحداث نوع من البلبلة والتخبط، ويظن الكثير أن الجماعة تتهاوى إلى القاع، ولكن إذا نظرنا للأمر بشكل آخر سنجد أن ما يحدث هو العكس، وسبق وأن حذرت من ذلك في مقالات سابقة بعنوان "الراقصة في الحجاب" و"الدستور لا يزال في جيبيي" في سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي، وقد تحدثت فيها عن ستائر الدخان التي يطلقها الإخوان لشغل الرأي العام وإبعاده ذهنياً عن الأهداف التي يسعون لتحقيقها.

ولكن اليوم سنحاول أن نتحدث بشكل تفصيلي عن مخطط الإخوان الذين يسعون بكل قوة لتنفيذه في غيبة من القوى المجتمعية والأحزاب السياسية، فمن الواضح أمامنا أن الإخوان يعملون على عدة مراحل ومستويات سنسرد منه ما يجعلنا نستطيع تكوين صورة ولو ضمنية تحدد لنا الحاضر، وتجعلنا نستطيع التعامل مع المتغيرات المتوقع حدوثها في المجتمع.

مرحلة ما قبل الثورة:
لقد استطاعت جماعة الإخوان في عصر نظام مبارك أن تحقق مكاسب كثيرة تمهد لها الطريق لتنفيذ خطة التمكين، واستطاعت التحرك على عدة مستويات واستخدام العديد من الأساليب.
 فإذا نظرنا إلى المستوى الأول، وهو المتمثل في نظام مبارك، فسنرى أن الجماعة قد استخدمت معه ثلاثة أساليب وهم "الاحتواء، التعايش، التحييد"، فأما الاحتواء فكان من خلال توظيف أجهزة النظام لتحقيق أهداف الجماعة، وأما التعايش فكان من خلال العمل على التأثير على الواقع مما يجعل النظام في حاجة دائمة لتواجد الجماعة، أما التحييد فيتم عن طريق إشعار نظام مبارك بأن الجماعة لا تمثل خطراً على وجوده، وقد ظهر هذا جلياً في تصريحات قيادات الجماعة قبل اندلاع الثورة بأيام.

المستوى الثاني الذي عملت عليه الجماعة قبل الثورة فهو "تقييد المجتمع"، وهو ما تفننت فيه الجماعة من خلال التغلغل في القطاعات الشعبية الأكثر حاجة، وقطاعات الطلاب، والنقابات، وقطاع المهنين، ورجال الأعمال، وكان ذلك التغلغل بمثابة حجر الزاوية في خطة التمكين، والذي جعل بعد ذلك مواجهة النظام لهم أكثر صعوبة وتعقيداً.

مرحلة ما بعد الثورة والوصول للحكم:
لقد أصبحت جماعة الإخوان بعد الثورة هي القوة الأكثر رسوخاً على أرض الواقع، وبات وصولها إلى سدة الحكم أمراً مفروغاً منه، خاصة بعد تأكدها من أنها أحكمت سيطرتها على الفئات المهمشة والعديد من الحركات السياسية، وإقناعها للغرب بأنها القوة التي تستطيع تأكيد الاستقرار بالمنطقة، وأصبح وجودهم على رأس السلطة وتشكيلهم لحكومة نابعة من الإخوان لا يمنع وجود بعض الأخطار التي تهدد تنفيذ خطتهم للتمكين، وبالفعل بدأت الجماعة في التعامل مع تلك الأخطار كالتالي:

الخطر الأول: المؤسسة العسكرية.. وهي تعد الأكثر خطراً على حكم الجماعة، وقد استطاعت قيادات الجماعة بعد جولة كبيرة من الشد والجذب بينها وبين جنرالات الجيش من إقصائهم بشكل نهائي، مستخدمين في ذلك الجماعات المتطرفة في سيناء ووحدات خاصة داخل القوات المسلحة تدار لمصلحتهم، وبعد تصعيد السيد عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع وشغل القوات المسلحة بتصفية الجماعات المتطرفة في سيناء وهدم الأنفاق وغيرها من الأمور- أصبحت القوات المسلحة ليس عندها من الوقت للتفكير في العودة للحياة السياسية مرة أخرى.

الخطر الثاني: الأقباط.. مما لا شك فيه أن الجماعة ترى في وجود الأقباط خطراً كبيراً على تنفيذ مخطط التمكين، لذلك تعمدت الجماعة استخدام ثلاث أساليب رئيسية معهم وهي "التعايش، التأمين، ثم التفتيت"، فأما التعايش فيأتي بمحاولة إشعار الأقباط بأن مصالحهم في وصول الإخوان للحكم وليس السلفيين، والتأمين فيتم بإشراك بعض الأقباط في عملية الحكم، حتى وإن كانت هذه المشاركة سورية، ثم التفتيت وهنا تبدأ الجماعة بتقليل فاعليتهم الاقتصادية ومحاصرة رجال أعمالهم ومحاولة إضعاف العون الخارجي.

الخطر الثالث: الإعلام والقضاء والداخلية.. بعدما أصبحت الأجهزة التنفيذية في أيدي الجماعة أصبح لديها ثلاث عقبات، ربما تطيح بهدفهم في التمكين، كان أولها جهاز الشرطة، واستطاعوا تسييره وتسخيره في خدمة أهدافهم -على عكس المتوقع- وذلك بعدما أتى على رأس الوزارة من يقوم بتنفيذ التعليمات المباشرة من رئيس الجمهورية دون أي تعديل، أما القضاء فمازالت المحاولات عتيه لاختراقه، خاصة بعد تصفية عدد كبير ممن لديهم السطوة داخل المؤسسة القضائية، وأما الإعلام فهو الشوكة التي تقف في حلقهم حتى الآن، فبالرغم من إحكام سيطرتهم على الصحف القومية ووزارة الإعلام إلا أن الإعلام الخاص كان له اليد العليا، وبكل تأكيد سيحاولون في خلال الست شهور القادمة وضع نهاية له، سواء من خلال التشويه المتعمد لرموزه مما يفقد ثقة المجتمع به، أو من خلال التضييق على ملاك بعض القنوات وتهديد مصالحهم، ومن ثم السيطرة عليه.

الخطر الرابع: المعارضين.. تبدأ الجماعة التحرك على عدة مستويات، فبالنسبة للأحزاب والحركات والمؤسسات الحقوقية، فقد اخترقت البعض ووصلت فيها إلى مراكز اتخاذ القرار واستخدمت معها أسلوب التوجيه، واستخدمت مع البعض الآخر الذي فشلت في التغلغل داخله أسلوب التحييد أو التصفية، أما بالنسبة لمستوى المعارضين كأفراد فقد تحركت معهم الجماعة على ثلاث محاور تبدأ بالرموز، حيث يتم تمييع قضيتهم بدعوات الحوار أو بتشويههم على المستوى المجتمعي أو بإقصائهم نهائيا من المشهد، والمحور الثاني من المعارضين، وهم القيادات الوسطى، يتم الدفع بهم في أحداث شغب مفتعلة، ومن ثم يتم محاكمتهم، والأمثلة على ذلك كثيرة، أما المحور الثالث من المعارضين، وهم الوقود الثوري في الشارع الشباب ذات الأعمار الصغيرة، فهؤلاء يتم ذبحهم سريعا لإرهاب الآخرين.

انتهى الجزء الأول من المقال، ولكن لم ينتهي الحديث عن خطة تمكين الجماعة وكيفية مواجهتها، ولكن ما علينا جميعا حاليا أن نفعله هو أن ننتبه لما يحدث حولنا، وأن نعطي أنفسنا بعض اللحظات للتفكير ومحاولة فهم الواقع والتعامل معه.

أحمد حنتيش يكتب: نصائح شخصية لرئيس الجمهورية

كُن قائد الطاولة.. عادة تقاس مهارة السياسي الناجح بقدرته على جمع جميع الفرقاء على طاولة واحدة، فمن الأمور المصيرية أن تكشف أسرار منافسيك لا أن تجعلهم جميعا في خندق الأعداء. قربهم إليك واشركهم معك، ففي المقام الأول ستتعرف عليهم أكثر، ويمكنك بمنتهى السهولة كشف نواياهم. وفي المقام الثاني يمكنك شغل مساحة كبيرة من تفكيرهم في مشاكل الدولة بدلاً من التفكير بك.

انتصر بأفعالك.. الانتصارات اللحظية التي تظن أنك أحرزتها بالجدل هي في الحقيقة انتصارات سفيهه، فالامتعاض والضغينة التي تتركها تفوق في قوتها وبقاءها أي تغيرات لحظية في آراء الآخرين، فالقوة الأكبر تأتي من اتفاق الآخرين معك من خلال أفعالك دون أن تتفوه بكلمة واحدة.

لا تناشد في الناس العطف.. إن إحتجت من الشعب المساعدة لا تذكره بما تقدمه له من تضحيات وهبات لأن ذلك سيجعله ينفر منك، لكن اظهر له شيئاً يعود عليه بالفائدة من تحقيق طلبك ومن تعاونه معك، ركز كلامك على هذه الفوائد ستجده يعمل معك بحماس.

لا تصنع حصناً يفصلك عن الآخرين.. العالم مكان خطر ملئ بالأعداء، وعلى الجميع أن يحمي نفسه، وقد تظن أن التحصين يؤمنك، ولكن في الحقيقة العزلة تضيف إليك الكثير من المخاطر، فهي تصعب عليك الحصول على المعلومات الثمينة، وتبرزك كهدف سهل للهجمات، فالأفضل أن تتجول بين الناس وتختلط بهم وتصنع من بينهم حلفاء، فالجموع هي الضلع الحقيقي من الهجمات.

اصنع لنفسك الهوية.. لا تكن تابع لحزب أو جماعة، ولا تقبل بالأدوار التي يفرضوها عليك، بل اصنع لنفسك هوية تستطيع أن تجذب الناس بها، واحرص على أن تجعل شعبك لا يمل منك أبدا، اجعل ظهورك مرتبط بتقديم ما هو جديد.

اصنع مذهبك.. لدى البشر رغبة لا تقاوم في الايمان بشئ- أي شئ- وعليك أن تجعل من نفسك رمزاً ملهما لآمالهم واعتزازهم بأنفسهم. عليك أن تقدم لهم قضية يبذلون أنفسهم من أجلها. قدم لهم أفكار تثير حماستهم واجعلهم يتفقوا على المنطق والواقعية، حين إذن ستجدهم يقدمون التضحيات من أجل كل المشاريع التي تقدمها.

لا تأخذ الناس بالقهر.. الطغيان وقهر الناس يسقطك حتما في النهاية، فتعلم أن تتعامل مع شعبك، وأن تفهم نقط قوته وضعفه، وخاطب فيهم عقولهم ومشاعرهم، لأن تجاهل أحدهم سيولد ضدك مشاعر الكراهية والحقد.

لا تجعل العدل شعاراً.. لا تتحدث عن العدل كثيراً، بل اجعله واقعاً يفصل بين الناس ويعطي كل ذي حقٍ حقه. احذر المساواة في الظلم لأنها لم تكن ولن تكن عدلا. طهر من حولك دائما ولا تجعل أحد يمن عليك بشئ لأن من يعطي دائما ينتظر مقابل.

تجنب أخطاء السابقين.. تعلم دائما من أخطاء من سبقوك، فلا تكن ديكتاتوراً أصم مثل مبارك.

احمد حنتيش يكتب .. التوك توك وثقافة القتل

يبدو أن مشهد الانفلات الأمنى ينجرف إلى منحدر خطير، فلا يمر يوم حتى نشاهد على شاشات التلفاز قيام الأهالى بتصفية البلطجية واللصوص بأنفسهم، كانت آخرها منذ يومين عندما قام أهالى قرية محلة زياد بمحافظة الغربية بقتل لصين حاولا سرقة "توك توك"، فقام الأهالى بضربهم وسحلهم ثم قاموا بتعليقهما فى شجرة أمام الماره والتفوا حولهما حتى لفظا أنفاسهم الأخيرة.

ذلك المشهد الأكثر قبحاً فى العقيدة الإنسانية أصبح متكرراً دون رحمة من أحد، وأنا هنا عندما أصف تلك التصرفات بغير الرحيمة لا أبرر على الإطلاق السرقة والجريمة ولكن كلنا نعلم أن عقوبة السارق تتدرج فى الأديان حتى تصل إلى قطع اليد، وتصل فى القوانين المدنية إلى الحبس، لكن ما يقلقنى هنا أن من قام بهذه الأفعال هم الأهالى البسطاء بعدما فاض بهم الكيل من عودة رجال الشرطة للقيام بدورهم فى حمايتهم، فتحول هؤلاء البسطاء إلى جلادين فى محاوله لتطبيق العدالة على طريقتهم التى تحقق لهم الرضا، وهم فى الحقيقة تحولوا بدون وعى إلى قتلة فتلوثت أيديهم بالدماء ليضعوا اللبنة الأولى للمجتمع غير السوى وهذه هى النتيجة الطبيعية لغياب الأمن والقصاص.

إن المشهد الحالى بكل هذا العنف يرسخ لثقافة القتل لدى المواطن العادى، تلك الثقافة التى إذا انتشرت فى مجتمع ما جعلت منه بيئة خصبة لانتشار السلاح والبلطجة بشكل أوسع، وجعلت القتل يحدث لأتفه الأسباب، ربما للاختلاف فى الأفكار أو حتى فى طابور الخبز، وربما نأخذ مما سبق منطلق لنتحدث عن أهم العوامل التى وصلت بنا الى ذلك.

أولاً: غياب الأمن وفقدان مفهوم العدالة.. ويتمثل فى عدم قيام وزارة الداخلية بتحمل مسئوليتها تجاه حماية المواطنين وملاحقة المجرمين مما أدى إلى تغذية فكرة (الانتقام) عند شريحة كبيرة من المجتمع.
ثانياً: الإعلام المتذبذب: الذى ينشر مشاعر الكراهية والفرقة بين أبناء الشعب الواحد، عبر ترويج معلومات تتضمن قدراً هائلاً من البيانات والأفكار والآراء غير الصحيحة لتحقيق أهداف معينة.
ثالثاً: المشهد السياسى المتردى: القائم على إلغاء الآخر واعتبار وجوده بمنزلة تهديد يجب إزالته بأى طريقة كانت، فالرأى الآخر لا مكان له فى مشروع يقوم على بسط نفوذ الفوضى وإلغاء دولة المؤسسات والقانون.
إن العوامل السابقة إن لم يتم الوصول إلى حلول سريعة وفعالة بها فإننا سنتحول إلى مجتمع متفسخ لا أمل فيه، فيجب على الجميع أن يتكاتف من أجل حضارة هذا الشعب، فالجميع مسئول أمام الله مما سيئول إليه المجتمع المصرى.
اليوم السابع 

احمد حنتيش يكتب .. المندوب السامى الاخوانى

استمعت بكل تمعن لما قالته جبهة الإنقاذ في خطابها الأسبوع الماضي، وبكل تأكيد لم يكن هناك جديد ليقدموه سوى خيبة الأمل، فلن أقول فقط إنهم يحاولون ترجمة ما يفعله الشارع الذي سبقهم بآلاف الخطوات إلى خطابات، ولكن أيضا هم فشلوا في قراءة الماضي والحاضر والمستقبل، فهم لم يختلفوا كثيراً في حديثهم دوماً عن حكومة قنديل الفاشلة، فكلاهما بلا خطة أو استراتيجية، ولا يملكون ما يقدموه للشعب، ولا يمتلكون السيطرة على العنف الدائر في البلاد، بل أعتقد أكثر من ذلك.. أن الوقت الذي استغرقته جبهة الإنقاذ في الاجتماعات والبيانات والردود كان يماثله وقت آخر لدى جماعة الإخوان تستعد فيه وتجهز أوراقها للسيطرة على الانتخابات البرلمانية القادمة.

على الجانب الآخر اكتفى الدكتور مرسي بأداء دوره داخل القصر الجمهوري، وهو دور المندوب لجماعة الإخوان المسلمين، فمن يقرأ المشهد جيدا سيرى أن الدكتور مرسي ليس أكثر من المسئول عن ملف الرئاسة لدى جماعة الإخوان، تلك الجماعة التي لا تعرف سوى الحلول الأمنية التي ورثتها عن مبارك ونظامه، والتي جعلت الدكتور مرسي اليوم محاصراً داخل قصر الاتحادية وسط هتاف المتظاهرين من جهة وعنف قوات الأمن من جهة أخرى. وربما يظن الدكتور مرسى وجماعته أن تلك الاسوار والحصون والاسلاك الشائكة ستحمي الرئيس المنتخب، ولا يعلمون أن تلك الحصون أصبحت حصاراً له تقيد من حريته وتجعله في عزلة دائمة عن الأحداث الحقيقية، تلك الحصون كلما تعلوا لا تحمي لكنها في الحقيقة تحجب ضوء الحقيقة عن ساكن القصر.

وعلينا الآن أن نواجه أنفسنا وأن نقولها صراحة إن سواء النظام الحاكم أو المعارضة الحالية هم جزء أصيل من مشكلة العنف الدائر، فكلاهما لا يمتلك حلولا واقعية، وكلاهما لا يستطيع امتصاص غضب الجماهير، وكلاهما لا يستطيع تقديم برامج عملية طموحة لبناء هذا الوطن.

أما الرئيس مرسي، أو بمعنى أصح المندوب الإخواني، فإن كان يريد أن يكون له دوراً في وقف هذا العنف للأبد، فعليه فوراً أن يتوقف عن قراراته البلاستيكية المطاطة، وأن يخرج للشعب يعتذر عن انتهاكه للقضاء، وأن يقدم كل من قام بأعمال بلطجة وعنف منذ بداية حكمه للمحاكمة العادلة سواء من هدد بحرق مصر، ومن حاصر المحكمة الدستورية، ومن قتل متظاهري الاتحادية وحاصر مدينة الإنتاج الإعلامي، نهاية بآخر أحداث عنف تشهدها البلاد. لابد أن يقدم كل مسئول صراحة للعدالة، وأن يكون أولهم "محمد مرسي العياط". تلك هي الطريقة الوحيدة للقضاء على حالة العنف الحالية بإعلاء عدالة القانون، وهذا القرار لا يتخذه إلا شخص يعرف قيمة مصر.. فهل تعلم يا دكتور مرسي قيمة مصر؟   

بوابة الشروق