بقلم .. احمد حنتيش
يرفع الستار .......
يرفع الستار .......
يتسع المسرح لالاف المعتصمين ... تلتف الملايين من حول المسرح
تتعالي الهتافات ... يسقط الرئيس يسقط الرئيس
من خلف الستائر الاضواء تتخافت.. هناك من يتلصص
تتعالي الهتافات اكثر واكثر
فيسقط الرئيس ... ويسقط النظام ... ويسقط الخوف
الملايين تندفع لتعلوا خشبة المسرح وسط حاله من الفرح والاضطراب
في الجانب الايمن من المسرح اضواء خافته وقضبان حديديه يقف خلفها ابطال مسرحيه كيف نسرق مصر وهم يهزون في حاله من الذهول والغرور
في منتصف المسرح تتسلط الاضواء علي بقع من الدماء يلتف حولها اعداد كبيره من مختلف الفئات , منهم من يقوم بتقديس هذه الدماء ومنهم من يلتقط الصور التذكاريه لبيعها بعد ذلك في مزادات الحياه ومنهم من اختلف مع الاخرون على امكانيه الصلاه في رحاب هذه الدماء ,
واثناء هذا الزخم حول الدماء يخرج من كان يتلصص من خلف الستار ...وواطناه وابناه وشرفاه لقد ضيحتم من اجلنا من اجل ان نعيش احرار فلن تموتوا بل احيائا بداخلنا ..... تنخفض الاضواء بصوره ملحوظه ومن كانوا خلف القضبان هم اسياد المشهد يتذكرون هؤلاء المتلصصون عندما كانوا يهتفون ويمجدوهم بل جعلوا منهم الالهه الجهنميه التي لا تهزم.
تتزايد الاضواء بشكل تدريجى.. يرتفع صوت الأذان..تصمت الهتافات و الهدوء يعم المكان.. يقطع صوت الاذان احد الاصوات ""ثوررره"" المشهد من داخل المسجد خالي من الامام خالي من اصحاب اللحيه... والمصليين لا يجدون من يؤمهم ولكنهم يسمعون صوت الإمام من خارج المسجد " حي علي السياسة حي علي السلطه" يهرول الجميع ليلتف حول بقع الدماء
يعم الصمت المسرح
ويظهر في الجانب الايسر من المسرح مجموعه من اللصوص يتقاسمون الغنائم وهم يترقبون الجموع الملتفه حول الدماء , يخرج من بينهم رجل سمين تتساقط من جيوبه الاموال فيلتقطها صغار قطاع الطرق والخارجون علي القانون لينفذوا خططه المستقبليه في الاستيلاء علي المسرح
تعلو صرخة من منتصف المسرح وتخرج من وسط الجموع فتاه ساقطة ترتدي ثيابا مهلهله وسرعان ما التف حولها من اعتقدنا انهم التفوا حول بقع الدماء ... يجذبها الإمام في اتجاهه في محاوله منه للمس ما ظهر من جسدها ,, ويجذبها القس في الاتجاه المعاكس في محاولة منه لضمها اليه , فينكشف الجزء الاعلي من جسدها ويسيل لعاب هؤلاء قطاع الطرق ويندفعون نحوها فتختفي الفتاه ويختفي الإمام والقس ويظهر فقط ظهور هؤلاء المجرمون وقد نقش عليها اختلال كفتي الميزان.
تتوقف حركة المسرح تماما ويسوده الظلام وتتجمع الاضواء فقط في الخلف حيث يظهر مجموعه من الفتيان والفتيات ارتسمت علي وجوههم علامات الكفاح ونقش السوط علي ظهورهم علامات الاهانه لسنوات طويله , يجتمعون يتمنون ان يصلحوا ما ظهر في المشهد السابق فيتسابقون في إزاله ما افسده الاخرون
نظره من اخر المسرح
تظهر خشبه المسرح مكتظه يحيطها من يتاجرون بالدين من جميع الاتجاهات.. مجموعه اللصوص تشيع حاله من الفوضي ... طفله تنظر لوالدتها وعيناها تسأل اين نحن ذاهبون .. الساقطه تهرب ولكن الي اين؟..من هم خلف القضبان يتقرقبون ..الشباب يحاول تنظيف خشبة المسرح .. وإمراءه مكبلة ترتدي جلبابا اسود تنادي ولكن لا احد يسمعها ليساعدها
انتهي المشهد الاول ولكن مازال العرض مستمر
احمد طارق