أخبار عاجلة

الخميس، 20 سبتمبر 2012

احمد حنتيش يكتب... الدستور لا يزال فى جيبى

مما لا شك فيه أن من حق كل أمة أن تكتب دستورها بنفسها لتستقر نفسيا وسياسياً، ذلك الأمر الذي يجعلها تخضع لمظلة القانون سواء كانت أفرادا أو جماعات أو تيارات، مما يتيح لها أن تحصل على حقوقها وتلتزم بواجبتها.

ولكن ما نراه الآن في مصر وفي ظل تشكيل الجمعية التأسيسية الحالي يثير كثيرا من التخوفات حول دستور مصر القادم، خاصة في ظل حالة التعتيم الإعلامي لجلسات الجمعية التأسيسية، ضف إلى ذلك كثرة اللغط حول حسم بعض القضايا المهمة والجوهرية في الدستور.

للأسف لقد حولوا الدستور إلى معركة بين التيارات السياسية ونسوا وتناسوا أن كتابة الدستور تحتاج إلى أكبر حالة من التوافق، فبنظرة متأنية سنرى الليبراليون تائهون داخل الجمعية التأسيسية وكل ما يدور في تفكيرهم هو فك طلاسم الألغاز التي يضعها لهم التيار الإسلامي، وعلى الجانب الآخر مازال السلفيون مشغولون بكتابة دستور يضمن لهم حياة مستقرة في العصور الوسطى رافعين الرايات السوداء، ويقف المارد الإخواني يعرف جيدا ماذا يريد من الدستور فهو له العديد من الأهداف يحاول بشتى الطرق تنفيذها يأتي على رأسها أحكام قبضته على مقاليد الحكم، وإعادة مجلس الشعب المنحل طبقا لمواد الدستور، وإتاحة مادة انتقالية تتيح للرئيس مرسى استكمال مدة رئاسته.

للأسف هذا ما يدور داخل لجنة كتابة دستور مصر، وللأسف أيضاً لقد بدأ الإخوان في الاستعداد لحشد الناس للتصويت بالموافقة على الدستور من الآن، ولكن ما يغفلوه هو أن تأتي نسبة التصويت بالموافقة على الدستور تقارب النسبة التي نجح بها الدكتور مرسي فسوف يعد ذلك عاراً سياسياً يلحق بهم تاريخياً، فالدستور الذي لا تتعدى نسبة الموافقة عليه 80% من الشعب هو من وجهة نظري دستور به عوار ويجب معالجته.
يجب أيضاً ان تكون المادة الانتقالية الخاصة ببقاء الرئيس مادة منفصلة يتم الاستفتاء عليها من خلال خانة مستقلة "هل توافق على استكمال الرئيس مدة رئاستة".

من الآن إلى اليوم المنشود للاستفتاء على الدستور يجب على التيار المدني أن يقوم بتحويل قضية الدستور إلى قضية شعبية، فلن يفرض علينا دستوراً لا يحترم حقوق المواطن، ولن نقبل بدستوراً خرج من جعبة الإخوان، ولن نوافق على دستور يمزق الشعب إلى نصفين.
بوابة الشروق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق